Everything about المرأة والفلسفة

فأعمال الباحثة وإن قدمت تحليلا متينا لخنوع المرأة الجنسي، إلا أنها ضيقة الأفق. فالتحيز الجنسي –مثلا- في بعض البلدان، خاصة النامية منها، يتجلى في توزيع العمل توزيعا جائرا والابتزاز. الآن لاننكر أن الإخضاع الجنسي أحد أشكال التحيز الجنسي، ولكن لضربنا في بيداء غير المعقول لو قلنا: إن جميع حالات توزيع العمل بالعدل تنبثق من التصاق الإثارة الجنسية بسلطان الرجل وخضوع المرأة. ثم لاحاجة إلى نظم جميع أنواع التحيز الجنسي في سلك واحد يعم جميع النساء، بل الحاجة إلى عدم ذلك.
إن شئنا أن نتملص من هذا الالتواء، فمن سبله صياغة النسوية مجموعة من الرؤى والاعتقادات نغضّ طرفنا عن أي انتماء حركي سياسي، ومن مزايا هذه الصياغة أن ينضوي تحتها المحاولات الفردية التي لم تحظ باهتمام في حينها أو لم تقدر حق قدرها. ولكن تتطلب هذه الصياغة أن نحدد تلك المبادئ والعقائد والرؤى التي هي جوهر النسوية، ولاتتصور بغيرها. فما هي؟ سيقول بعض: لنجعل الأساس هو تلك الأفكار السياسية التي صيغت سعيا للتسوية بين الرجل والمرأة حقا والتي للتعبير عنها صيغ مصطلح النسوية.
لكن الفلسفة النسوية المعاصرة قدمت إسهامات كبيرة في إعادة تشكيل الفهم حول المرأة،لكنها كانت السبب في اخراج المراة عن سكتها ودورها الحقيقي في المجتمع فاصبحت الاسرة نظاما مفككا بلا روابط..
ثم إن كلمتي القمع والحرمان اللتين وردتا في كلام السيدة عامتان شديد العموم وشاملة حاد الشمول، يجتمع تحتهما من الأحكام الجزئية –معيارية كانت أم وصفية– ما هو مثار الخلاف بين من تصل فيما بينهم وشائج النسوية.
التاريخ والفرد – نبيل ياسين أن تكون مُحافظًا في القرن الواحد والعشرين – مصطفى شلش أن تكون مُحافظًا في القرن الواحد والعشرين – مصطفى شلش
وهذا الكتاب محاولة لإيفائهن حقهن من التقدير، واعترافًا صريحًا بفضلهن في إثراء العلم والفلسفة.
فنستطيع من خلال هذا النظرة أن نحدد النسوية -وإن كان غير وفي بتعقدها والتواءها- بأمرين:
الفكر الفلسفي للمرأة يمتد عبر العصور. من الفلسفة القديمة إلى العصر الحديث. هذا يظهر دور المرأة في تطوير الفلسفة. فقد كانت النساء دائمًا جزءًا من هذا المجال، رغم التحديات التي واجهنها.
كان من النتيجة الطبيعة لذلك أن تخرج للنسوية تيارات متباينة في مناهجها ومتضاربة في جوابها عن الأسئلة إذ كان بين مناهلها بؤن بائن، ولم تصبغ بلون واحد، بل نجد عندها أكثر من ذلك، فكل تيار أبدى شكّا في جدوى المناهج الفلسفية التي تشبث بها غيره. فالنسوية التحليلية تتبجح بالوضوح والتمييز اللذين تتحلى بهما الفلسفة التحليلية وبعض مدارس الفلسفة القارية عطل منهما. ولكن ترد النسوية غير التحليلية عليها بأن الغنم بالغرم، فهذه الميزة تأتي على حساب أشياء، منها التنوع في البيان والفصاحة في الأسلوب، ومنها عناق الأمر الواقع وعدم البعد منه.
جون لوك، على سبيل المثال، دعم حقوق المرأة في التعليم، في حين أن جان جاك روسو في كتابه إميل ركز على دور المرأة كأم وزوجة ودعا إلى تعليم النساء فقط ما يؤهلهن لهذا الدور.
الفيلسوفات النسويات مثل جوديث بتلر ولوس إيريجاراي وغيرهن، ساهمن في تشكيل الفكر المعاصر حول المرأة والجنس.
هذا النص لكانط، ستعتقد فيه المرأة حينما تقرأه، أنه يخاطبها، ويمسُّ جزءا حسّاسًا، وربما عميقًا بداخلها، وذلك إن اعتَبَرت نفسها مشمولةً بمن يتحدث عنهم كانط، أي بكونها إنسانا يملكُ عقلا ويستطيع التفكير. حينها، سترى فيه نصَّا ثوريا يدعوها للخروج عن "الوصاية الفكرية" التي حَكَمتها طوال السنين، وأن تتجرَّأ على استخدام عقلها، تاركةً كَسل المواجهة ومتحلية بالشجاعة لرفض من نصّبوا أنفسهم أولياء عليها. غير أنها -المرأة- ستكتشف، أن كانط لم يشملها في خطابه ذاك، بل خاطَبَ الرجل وحده، باعتباره الوحيد الذي يملك عقلًا ويستطيع أن يفكر.
وإثارة هذه القضايا في السياق النسوي صيرت بعض التفاسير الفلسفية السائدة غير كافية ولاوافية بالأهداف التي ترنو إليها الحركة، واقترحت بدائل أكثر وفاء وأشد كفاية.
والحقيقة أن النسوية ليست عقيدة في ضمير الفرد، بل هي ترى أن الأسباب قد قامت لفصل خياطة النسيج الاجتماعي وخيطه خياطة مجددة شاهد المزيد بمخيط المعايير النسوية.